موت دماغي

أستوقفني الخبر المنشور في الصفحة الأولى من صحيفة الوقت عن أتخاد الاجراءات لنقل المصاب عباس الشاخوري لالمانيا لتلقي العلاج على نفقة الدولة. وسبب توقفي عند هذا الخبر هو التناقض بينه وبين ما جاء في الصحافة منذ أن وقعت جريمة الخسة واستقرت رصاصة غادرة في رأس عباس . حيث نشرت الصحافه ان المصاب قد توفى دماغيا حسب ماوردهم من مستشفي السلمانية. وقد رفض مستشفى سعد التخصصي استقبال المصاب لعدم وجود ما يمكن تقديمه طبيا لعلاجه. ولكن قبول المستشفى الالماني لاستقبال المريض هو ما يبعث على الاستغراب. فالمتعارف عليه طبيا ان موت الدماغ هو الموت. ومتي ما تقرر موت المريض دماغيا فالامر منتهي وعادة ما يتم اصدار شهادة الوفاة مع استكمال اعادة الفحص السريري المؤكد للموت الدماغي ويتم ايقاف جيمع اجهزة الدعم الحيوي, ويكون التـأخير في هذا الاجراء لسببين الأول هو تبرع الأهل بالاعضاء أو انتظار وصول الاهل قبل ايقاف الاجهزة. واعلان الوفاة هنا ليست مرهونة اومحددة باستمرارالقلب في النبض. أذا من الناحية الطبية يجب ان يعلم الجميع ان الموت الدماغي هو الموت. وليس مع الموت ان وقع طب او جراحة. ويجب ان يتخد الاطباء مواقف محددة, واضحة وصريحة. أعلم ان الموضوع مشحون بالكثير من الحسابات لكن بالنسبة لي حين يتأكد الموت السريري ينتهي الأمر والحسابات المتبقية هي اجراءات التبرع بالاعضاء واجراءات الوفاة. أن رفض مستشفى سعد استقبال المريض هو موقف سليم من الناحية الطبية, وقبول مستشفى أخر بما رفضه الاول يثير احتمالين: الاول ان المستشفى المذكور يهتم بما سيتقاضى من رسوم مع معرفته ان من سيدفع هو دولة قادرة على الدفع. أما الأخر فهو ان المستشفى لم يصدق بما أتى في التقريرالطبي أوان الصحافة لم تتحقق مما نشرته عن موت المريض دماغيا. ولمعرفتي بمن يدير العناية المركزة في مستشفي السلمانية فاني أولا اثق في مقدرتهم وكفائتهم في تشخيص الموت الدماغي. و ارى ان ابتعاث المريض ماهو الا لفتة متأخرة جدا كمن يلعب بعد انتهاء الوقت الضائع. فلم تنصفه وزارة الداخلية وهو في سجن التسعينات ولم تنصفه وزارة التربية بسعيه للعودة لمقعد المدرسة بعد سجنه ولم يهتم به أحد في سعيه للعمل فأنتهى المطاف به سائقا في النهار وحارسا في الليل. وأخيرا جاء الاهتمام لكنه جاء متأخرا ومتاخرا جدا.