12 inches Too Long!

لقد انهيت لتوي من فراءة الكتاب, وقد استغرقت يومين في قراءته وأسعفني في ذلك طول السفرة من الاسكا. بالطبع نحن لسنا بحاجة لكارتر ليوضح لنا في كتابه مايعانيه اخواننا في فلسطين, فمعاناتهم أصبحت محفورة فينا. لكن أهمية الكتاب تأتي من مكانة كاتبه. وقد فتحت ابواب جهنم عليه بعد نشره, واستقال اربعة عشر مستشارا من مركز كارتر احتجاجا على ماجاء به من أنصاف في حق الفلسطينين. وقامت ضده حرب شعواء واطلقت عليه النعوت . وفي كتابه يسرد بعض من يومياته وبعض من تحليلاته فيما يختص بام القضايا. و يبدو أن التغيير جاء بعد فشله في تجديد ولايته على خلفية ازمة الرهائن وانصرافه الي الاهتمام بالقضايا الدولية الساخنة من دون موقعه الرسمي. وقد قام بعدة زيارات الي الاراضي المحتلة والتقلى بالعديد من الفلسطينين واستمع الي قصصهم والامهم. وكل انتهاك له مايفسره من الطرف الاخر, فهم لايعدمون عذرا, فالشاحنات المحملة بالفواكه الفلسطينية تترك لايام على الحدود حتي تتلف امعانا في افقارهم فياتي التفسير أنهم يحتاجون لايام للتاكد من خلو الشاحنات من الاسلحة. وهكذا فان كل انتهاك يصله من خلال لقاءاته ويناقشه مع السلطات الاسرائيلية يقدمون له من المببررات ما لم ينزل الله به من سلطان. ولعل هذه المبررات تفوقت على نفسها في قضية سيارات الاسعاف ذات التجهيز العالي التي تبرعت بها دول اوربية لمستشفي في الاراضي المحتلة. فهذة السيارات ظلت تراكم الغبار دون استعمال رغم الحاجة لها التي لا تخفى على أحد. وحين راجع كارتر المسؤولين حول عدم سماح السلطات الاسرائيلية باستخدام سيارات الاسعاف تفاجاء بأم المبررات: طول الشاصي 12 انتشا اكثر مما يجب