أول أكسيد الكربون

طالعتنا الصحافة قبل أيام بخبر من عدة أسطر عن موت شاب في العشرين مختنقا ونجاة الفتاة من موت محقق من التسمم باول اكسيد الكربون نتج عن وجودهما معا في سيارة في كراج مغلق والسيارة شغالة من أجل التكييف.
لم يستوقف هذا الخبر أحدا ولم يفرد له مقال واحد في الصحافه, رغم أن هذا الأمر قد حدث قبل ذلك أكثر من مرة وفي كل مرة ينتهي بوفاة ألاثنين معا. ويعقب ذلك خليط غير مسبوق من الالم والحزن والحسرة و الكتمان والفضيحة وتنتقل التفاصيل همسا وتلميحا.
أرى انه من الواجب علينا جميعا التنبه لخطر التسمم بأول اكسيد الكربون وان نساهم جميعا في تثقيف شبابنا من هذا القاتل الصامت. والموضوع من الاهمية بمكان بحيث يجب الا يمر مرور الكرام. فالامر سوف يتكرر دون شك. أرى أنه يجب ان يدرج هذا الأمر ضمن امتحان السياقة مثلا.
وما يميز التسمم بهذا الغاز, أنه تسمم مخادع يتسرب ببطء دون رائحة أو طعم أو تهيح. ويلتصق بشدة بالهيموجلبين مزيحا الاكسجين ومانعا لنقله الى الجسم باكمله, ونقص الاكسجين يؤدي الى تسارع في معدل التنفس الذي بدوره يزيد من استنشاق الغاز مسببا زيادة في التسمم ونقصا اكبر في الاكسجين. ونقص الاكسجين عن الدماغ يودي الى فقدان الوعي ومعه تفقد فرصة النجاة من الموت.