Friday, February 24, 2006


حكايات من الديه

الواقف كالمجدب

في أواخر السبعينات انتشرت فرق الكورة في الديه كما في بقية القرى حيث لا يحتاج تشكيل الفريق الا الى كورة واحدة واذا زادت الاستعدادات فهذا يعني ان الفريق اصبح لديه بمب لنفخ الكورة اذا هفتت.
ولاقامة مباراة تتطاير منها الشرار وتكثر فيها الاصابات كل ما نحتاج هو العلوج ولا اعني هنا ماقصده عميد الاعلام العربي بل قصدت العلكة نعم العلكة جائزة الفوز
ومع كل فريق جديد لابد من اسم جديد فالبعض كان كلاسيكي الهوى فأتى باسم الزهور وأخر ثوري لا يخلو من الحداثة ومن التمرد اختارأسم الحرية وأما الفريق الاخير قاسمى نفسه العلمين والى الان لايعرفون لماذا اختاروا هذا الاسم
ومع ازدباد الفرق ضاقت الارض واصبح البحث عن ملعب أخر ضرورة لا تقبل النقاش او التأخير وهنا بدأ التخطيط والتنفيد
في الديه أنذاك عدة بساتين أحدها هجر واصبح خاليا من الجت والبربير لكنه مازال مليئا بالنخيل وهنا تتسارع الاحداث
القرار هو تحويل البستان المهمل الى ملعب كورة واجتثاث النخيل من وسط الملعب
بدا القرار سهلا والجميع تحمس للمشاركة في المشروع على طريقة عان الله من عان السيد وبدأت حملة التجديب ولفير الملمين بالمصطلح فالتجديب هو
انتزاع لب النخلة بعد انتزاع كل ماعليها والوصول الى الجدب وهو ذو طعم معقول لكنه بالنأكيد لا يستاهل مشقة الوصول اليه
بدأ شباب القرية بالعمل الدوؤب واكتفى رجالها بالوقوف والمراقبة فصاروا يتواجدون في البستان وبعضهم يفسفس حب الرقي لتمضية الوقت
لم يكن هاجس حماية البيئة متواجد على الساحة او هكذا ظنوا
عندها بدأت حرب لم يتوقعها المجدبون ولم تستثني الواقفين!
بدأت اصوات الميكروفون تتعالى من بيت العكري ... فالشيخ محمد علي العكري أطلقها مدوية .. لا للتجديب
ولعلها اولى بوادر التحركات الشعبية المناصرة لحماية البيئة في تاريخ البحرين , لكن لا استطيع الجزم بذلك لما يتطلب هذا الزعم من تدقيق وتمحيص لن اقوم به.
كان الميكروفون جهازا اعلاميا فعالا يستخدمه الشيخ العكري بفاعلية في محاربة السفور والحث على الصلاة ومقاطعة حفلات نادي الديه ودعوات أخرى
Catch phrase ولعله كان فطنا بأهمية العبارة المثيرة في الاعلام وهومايسمى الان ب
فاطلق عباراة لا للتجديب والتي اسست لسيل لم ينتهي من العبارات والشعارات التي تختلف في اطروحاتها وتتشابه في انعدام فعاليتها ولعل اخرها صيحة لا للتجنيس.
وارفق هذه العبارة بأخرى سببت شيئا من التشويش في البداية فلم يكن سهلا فهم المقصود بها لكنها اتضحت ..
فهي عبارة تجرم من يقف متفرجا علي الجرم دون ان يحرك ساكنا...
ويفسفس الحب والنخلة تفترس وكأن الامر لايعنيه
أني أجد فيها عبارة اعلامية أكثر فصاحة وأبلغ مضمونا
أنها عبارة --الواقف كالمجدب
لقد نبهتنا اننا كلنا مجدبون
نلتقي في حكاية أخرى
تحياتي
Abu Hesham

2 Comments:

At 4:55 AM, Blogger SillyBahrainiGirl said...

Hey! That was great .. a walk down memory lane and then you hit a raw nerve!

Yes.. we are all spectators watching events unfold, standing on the sidelines "fasfising" seeds!

What else can we do? Allah Kareem!

 
At 9:33 AM, Anonymous Anonymous said...

Keep up the good work blackberry anchorage wireless Broadband phone review Fat latina ass clips

 

Post a Comment

<< Home